سنناقش اليوم موضوع المنصات المختلفة للإعلانات الالكترونية والتي تُستخدم تحديدا في مجال الترويج والتسويق الالكتروني، وحالة هذه السوق الاعلانية في الوطن العربي،، هذا من ناحية ,وهي من ناحية أخرى تُعتبر إحدى مدخلات التجارة الالكترونية كونها تتمحور حول بيع المساحات الاعلانية في مواقع معينة لمن يرغب في نشر إعلان معين او القيام بحملة تسويقية معينة، وبالتالي فهناك عرض وطلب وعملية تبادل سلعة تجارية (إلكترونية)، وبغض النظر كونها سلعه أو خدمة (كمسمى) فهي عملية تجارية قائمة.
وبنظرة سريعة على سوق الاعلانات في العالم نجد ان منصة قوقل الاعلانية أو ما يطلق عليها بـ (adwords) “آد وردز” وشقيقتها “آد سنس” (adsense) من أشهر المنصات الاعلانية على الاطلاق يأتي بعدها منصة “بنق” للإعلانات (Bing Ads) التابعة لشركة ياهو.
وتتقاسم هذه المنصتين سوق الإعلانات في شبكة الانترنت وبشكل كبير، مع وجود الكثير من المنصات الأخرى التي تحاول خوض هذا المضمار الكبير..
حجم السوق:
ولتقريب النظرة حول حجم هذا السوق الإعلاني الضخم، تخيل معي ان أكثر من 90% من دخل عملاق الانترنت قوقل يأتي من شبكة الإعلانات، وبحسب إحصائيات السوق وإحصائيات قوقل نفسها نجد أن النتائج الرسمية للربع الأخير من سنة 2014 توضح وجود نمو في إيرادات سوق الإعلانات بنسبة 17% وبقيمة إجمالية تزيد عن 14 مليار دولار (فقط لسوق إعلانات قوقل، وبدون إحتساب بقية الخدمات المقدمة من قوقل)، (للربع الاخير من 2014 فقط) وبالطبع هذا الرقم غير نهائي حيث ان سنة 2014 غير منتهية وهذه الأرقام لا تزال تحت المراجعة.
نلاحظ أن الدخل الإعلاني لقوقل يقارب الـ (27,933.79) دولا في كل دقيقة، (وللقارئ ان يقوم بالحساب على راحته :-))
هنا يأتي السؤال المهم،، ما هو وضع وحجم سوق المنطقة العربية ضمن هذا القطاع الإعلاني المهم ؟؟!!
وضع سوق الإعلانات العربية
لا يخفى على كل ذي إطلاع ان معظم إن لم يكن كل مواقع الانترنت العربية (بشتى أنواعها وتخصصاتها) تستخدم منصة قوقل الاعلانية مع إستخدام (على استحياء) منصة بنق، وسواء كنت مشتري (مُعلن أو ناشر للإعلانات) أو كنت بائع (صاحب موقع يُتيح بيع مساحات إعلانية في موقعه)، فلا غناً لك عن هذه المنصات بالتأكيد، وعطفاً على ذلك وبحسب الدراسات والأرقام فقد وصل حجم سوق الإعلانات في منطقه الشرق الأوسط إلى ما يقارب الـ 1.5 مليار دولار عام 2013، وذكرت دراسة سابقة لموقع (www.go-gulf.com) أن الإعلانات الإلكترونية (على الإنترنت) تستحوذ على 37% من مجموع الأموال الاعلانية المدفوعة في المنطقة، ومن المحتمل أن تصل في عام 2016 الى 72% من الاعلانات بشكل عام.
بالامكان مراجعة هذا الإنفوقراف الذي يتحدث عن حجم سوق الإعلانات العربية،،
إذاً فسوق الإعلانات الالكترونية العربية في نمو مضطرد ومتسارع جعل البعض القليل يحاول اقتناص الفرصة والاستحواذ على جزء من كعكة هذا السوق، و نجد أنفسنا وجهة لوجه مع منصة إعلانية عربية تدعى (إعلانات حسوب) والتي هي جزء من الخدمات الكثيرة التي تقدمها شركة حسوب .
وقد لُحِظ تسارع نمو هذه المنصة العربية حتى وصل عدد الإعلانات التي تم نشرها من خلالها مليار إعلان شهرياً (إحصائيات منتصف عام 2014)، و الرقم متغير بالتأكيد (في تزايد بحسب التوقعات).
مقدار المنافسة والاسبقية:
يطرح السؤال التالي نفسه لنا ويقول: ما مدى نجاح ومنافسة هذه المنصة لبقية المنصات الرائدة في العالم الافتراضي؟؟!!
قد يكون إستخدام كلمة منافسة أو حتى مقارنة مجحف بحق هذه المنصة العربية الناشئة، وقد أكون متفائل جداً بأسبقية “إعلانات حسوب” في سوق الإعلان الالكتروني العربي، لثلاثة أسباب بسيطة،
1- منصة عربية 100%:
لا توجد منصة عربية 100% وقفت في بحر هذا السوق الكبير هذه المدة مواصلة النجاح يوماً بعد يوم، مع ارتياح واسع جداً من قبل جميع المتعاملين بها و معها إلا منصة إعلانات حسوب (حتى اليوم)، و من باب عملي كشخص يعمل في مجال التجارة والتسويق الالكتروني لاحظت ظهور منصة إعلانية عربية مشجعة في بداياتها سُميت بـ “سوق الإعلانات” أو ” أدس سوق” أو (Ads Souq) ، وكان اول ظهور لحملتها التسويقية في شهر ديسمبر من عام 2013 (من خلال هذا الرابط)، ولكن وللأسف توقفت تماماً ولم يعد لها ذكر ولا حتى وجود من بعد مرور فقط سنة واحدة من إنشائها،، فلا موقع لديها يعمل (adssouq.com) “ولا حس ولا خبر”، راجيين ان يكون المانع خير في ذلك.
وبالمثل الكثير من المنصات والشبكات الاعلانية العربية التي ظهرت ولم تستمر إلا لفترة وجيزة (منها على سبيل المثال منصة إعلانات أين وشبكة إعلانات كلمات عربي والتي كانت تديرها شركة مكتوب)، ويفاجأ الناشرون والمتعاملون معها بعدم التزام هذه المنصات بسدد الأرباح او الرسوم المترتبة عليهم عند إغلاق هذه المنصات، وللأسف يتم ذلك الاغلاق دون إبداء أي أسباب.
وبالتالي فوجود منصة إعلانات حسوب واستمرارية نموها إلى اليوم يؤكد على نجاحها، بالرغم من صعوبة كسب ثقة الناشرين العرب بعد مجموعة الإخفاقات لبعض هذه المنصات الاعلانية السابقة، وهذا يحسب لنجاحات منصة إعلانات حسوب.
2- المحتوى:
يحسب لمنصة إعلانات حسوب الاهتمام بالمحتوى والنوعية ضمن شبكتهم، وكذلك آلية إختيار الناشرين أو المتعاملين معها، ولا يقوم ذلك آلياً بل بشرياً ، أي بوجود فريق من الشباب العربي الذي يراجع كل موقع قبل قبوله في شبكة الناشرين ويتأكد من مدى جودة المحتوى المقدم وتصنيفه الجيد، بالإضافة للمراجعة الدورية لجميع المواقع، وبالتالي نجد الانعكاس الإيجابي على السوق العربي بشكل ملحوظ، بالإضافة لارتفاع جودة المحتوى العربي بشكل عام والمحتوى الإعلاني بشكل خاص على حد سواء، كما ونلاحظ تخصصهم في الإعلانات ضمن أدوات الويب والانترنت، وقد نشاهد فرصة التطور والتوسع إلى أدوات إعلانية أخرى (الإعلانات عبر المحمول أو أجهزة الموبايل) والتكامل فيما بين هذه الادوات في المستقبل القريب، من ما يفيد وينعش السوق العربي أكثر ويعطي دفعة تجارية قوية لجميع الأطراف (مُعلنين وناشرين ومنصات).
3- سهولة التعامل:
إن سهولة التعامل مع هذه المنصة بغض النظر عن من يتعامل بها (ناشر أو مُعلن) أعطاها أولوية واضحة خاصة مع وجود لوحة التحكم العربية بالكامل (بسيطة وسهلة وسريعة الفهم والتنقل بين مفرداتها)، بخلاف منصات قوقل و بنق التي لديها الكثير جداً من الآليات و المفردات والتعقيدات تجعل المستخدم البسيط (حتى من يجيد اللغة الإنجليزية) يواجه صعوبة في الاستفادة من هذه المنصات (ترتفع فرص الاستفادة القصوى من هذه المنصات في حالة كان المستخدم لها ذو خبرة و متخصص في التعامل بهذه الأدوات والمفردات الكثيرة)، وبالرغم من كون هذه المنصات (قوقل و بنق) افضل المنصات الاعلانية تقنياً واكثرها وصولاً للشرائح المستهدفة (مع التحفظ على حجم الاستفادة الفعلية للشريحة العربية)، فهي تظل أكثر تعقيداً، غير متناسين طبيعة الإعلانات التي قد تُنشر عبر هذه المنصات والتي قد لا تتوافق مع ثقافة الشريحة المجتمعية المستهدفة في المجتمع العربي.
عوامل النجاح:
ذكرت دراسة بعنوان (إعلانات حسوب تتفوق على إعلانات جوجل عربياً) قام بها فريق موقع “إس إي أو بالعربي” (seo-ar.net المتخصص في فهم أساليب عمل محركات البحث وتطوير المواقع بشكل يتوافق مع تقنيات الـ SEO الحديثة)، ان إعلانات حسوب قد تفوقت من حيث مرات الظهور على إعلانات قوقل والسبب هنا هو الفرق في سعر الإعلان (طبعاً بحسب الموقع أو المواقع قيد تلك الدراسة).. كما وذكرت تلك الدراسة 3 عوامل لنجاح منصة حسوب عربياً أذكرها هنا باختصار:
- اسعار رمزية ووصول أكبر لطبقة أوسع في المنطقة العربية
- عدم وجود منافسة إعلانية بين الإعلانات للظهور ضمن شبكة إعلانات حسوب وبالتالي فرص ظهور جيده مقابل المنافسة الشديدة التي تكون في منصة قوقل.
- شبكة متعاملين كبيرة (تنمو بشكل مستمر وثابت كما ذكرنا).
دائما وانا ادعو إلى الرفع من مستوى سوق التجارة الالكترونية العربية؛ مع تسهيل مدخلات وخدمات هذه التجارة بحلولها العربية؛ للوصل لأفضل النتائج
وتحقيق اعلى معدلات الفائدة للجميع، ، وقد وضعت هنا “إعلانات حسوب” كشبكة ومنصة إعلانية عربية اللبنة الأولى في هذا الطريق (في ما يخص سوق الإعلانات العربية الالكترونية)، رابطين بذلك بين التجارة الالكترونية بطبيعتها ومواقعها التقليدية، وبين المنصات الاعلانية “العربية” التي تتيح لهؤلاء المعلنين (ذوي أصحاب مواقع التجارة الالكترونية) الوصول للشريحة المستهدفة المحددة لمنتجاتهم مباشرة، وبالتالي الاستفادة القصوة من كل مبلغ يصرف على مثل هكذا حملات تسويقية.
وأدعو هنا غير مُعْلِناً لها ولكنني مشجعاً لدعمها والتعامل معها وبها حتى تصل الى المستويات المرجوة، ولن يكون لنا عذراً في عدم وجود خدمة عربية لهذه التجارة الإلكترونية المهمة (تجارة الإعلانات) أو سبباً للتعامل مع منصات أخرى، مع توضيح عدم إغفال التعامل والاستفادة من المنصات العالمية مثل قوقل، وإمكانية إستخدام جميع المنصات للوصول للأهداف المرجوة، ومن ثم مقارنة أيهما أفضل لتحقيق تلك الأهداف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق